ينتظر لكي يظفر

لقاء صباحي

كتب محمد الهمزاني : الرياض : 

منذ حوالي أكثر من اربع  سنوات قابلت عصام القرشي في تجمعنا في قهوه وسيارة ، وكالعادة اصبحنا كغيرنا نثرثر باكراً وأكواب القهوة ودخان السجائر يختلطان بالقصص والأماني والضحكات الصباحية .. وعلى الرغم من أن كل الحديث الذي سمعته هو عن جمال المرسيدس ورفاهية المرسيدس وغناج الاوروبيات  .. لم نتحدث تماماً عن أي هاجوس امريكي .. وظننت أن الحديث عن أي سيارة امريكية سوف يقتل هذه الابتسامات .. لذلك أعتقدت أن عصام هو فقط عالق آخر بجماليات الاوربية ، ولم اعتقد أنه سوف يتغزل بأي جمال أمريكي .. ولأنه كان مغرماُ جداً لم يكن لي سوى أن أهز برأسي بالموافقه على كل ما يقول.  

التحول في العشق العذري

يروي لي عصام القرشي (ابو خالد) قصة هذا المشروع وقصة البحث عن سيارة احلامه التي كان يبحث عنها ، حيث كان يقارن سراً وعلانية بالسيارات الامريكية الاربعينيه التي اختلط فيها الشيب لكن قلبها الاخضر مازال ينبض بالحيوية والحب ، كان يشير ويستشير ، ويقف محلقاً بالصور بعينية تارة وبخياله تارة اخرى ، كأن العاشق يبحث عن امريكية خارج بلده ، ربما  في مكان ما في ريف امريكي ..محملة بالقش ومركونة في مستودع الاعلاف خلف المزرعة ..

بعد أن رأى شاحنات 3100 الامريكية الشهيرة بجمالها خصوصاً موديل1950م نوع شيفروليه  ، بدأ بالبحث عنها ، يقلب الليل بالنهار ويتصفح المواقع ويصفع الاحلام ، مستعيناً بمن يملك موهبة عين الصقر أحمد الحزامي ( ابو خلف ) الذي ينتظر دائماً أن تسأله ، حتى يشاطرك الاحلام ويغزوك بالمعجبات والحسنوات .. 

كان التركيز على ان تكون السيارة معدلة ميكانيكاً وان تبقى الاشياء الاخرى رهناً بالذوق واختيار الالوان مثل لون السيارة والتنجيد الداخلي .. حتى حطة عيناه على واحدة في ولاية سالنتونيو  في امريكا ، وتم شرائها ونقلها الي السعودية. 

 

يقول أبو خالد” وضعت خطه للعمل بعد أن تم تشغيليها وسحبها لورشه السمكره والبوية لتجديد صبغها وكنت حريص علي العمل بنفسي علي اظهارها بأكمل وجة وبعد ان تم حرق البويه جلست في حيره من أمري بخصوص اختيار اللون الذي كلفني حوالي الشهرين الي ان تم تعميد اللون الخارجي لها” ..

يذكر أبو خالد أن بداية عملية الترميم كانت غريبة نوعا ما ، خصوصاً لما قال له ابو خلف ” نبدأ بالساند بلاستر ثم البودر كودنق ” وقتها عرفت أني في طريق جديد للتعلم ، كان اولها هي ببساطة ان اقول ” أنا لا أتكلم الاغريقية ” .. اشرح لي يابو خلف ..

حيث بدأت عملية الساند بلاستر وهي رش القطع بالرمل ( العسف الرملي ) وذلك لإزالة كل الشوائب وحتى اللون ، وهو يستخدم في اجزاء السيارة ويكشف كل العيوب من خلال اظهار الحديد من غير اضافات .. أما البودر كودنق فهو عبارة عن رش بوية بتقنية ولون اسود لحمايتها .. وفي الغالب يرش فيه الصدامات والسلات لمنع الخدوش .. وهي طبقة طلاء كثيفة . 

الحديث مع ابو خالد كان مطولاً ، وقصه شغفه في الترميم كانت أجمل ، والدروس التي تعلمها كانت مفيدة له أولا .. 

يساعد الترميم على الابحار في علوم مختلفه وتربية النفس على اشياء جديدة ، بداية بوضع ميزانية للترميم ، مناقشة الاسعار مع الاطراف الاخرى ، تحديد أوقات الانجاز ، الطلب من الانترنت ومعرفة القطع باللغة الانجليزية ، وفوق كل هذا .. تصفية للروح والعقل …

 

ويقدر ابو خالد هالحين يقول … أنا ما شريتها … أنا بنيتها ..

نشوف الصور.. 

ابو يوسف 

 

صور السيارة قبل الترميم

المشروع بعد الانتهاء .. تستحق كل هذا الانتظار ..

وكغيره من عشاق الكلاسيك ، لقد تعلم الكثير في رحلة الترميم ، وكان المشروع يتطور بشكل متسارع ، حتى اهتم بالتفاصيل واستحق الجدارة بكل تأكيد ..

لمسات أبو خالد على سيارته

اضافة مميزة درج صغير
طفاية او عملات معدنية
طرز على المقاعد
تركيب مسجل مع الديكور
اضافة مميزة للداخلية
قبل
بعد